العلاقة مع الله

بسم الله الرحمن الرحيم

العلاقة مع الله

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وآله وسلم .

       حسن العلاقة مع الله شأنها عظيم , غفل عنها البشر إلا من رحم الله , وهي المقياس الحقيقي لمحبة الله , ورسوله , ومن تغافل عنها فقد ظلم نفسه , كيف وهو خالقه ورازقه , ويرجوا فضله وكرمه , في حياته وبعد مماته , قال تعالى :- ( إن الله لا يظلم الناس شيئا , ولكن الناس انفسهم يظلمون) , يونس 44.

     من المؤسف أن بعض من المسلمين سنة وشيعة و صوفيه , جعلوا الدين قضية بين البشر, ليس بينهم وبين الله , الخالق الرازق الكريم المنعم عليهم , لقد سمعنا كثيراً من بعض أهل السنة يرمون كل من خالفهم , بالسب والشتيمة وهذا ليس من أسلوب الدعوة إلى الله , أما الشيعة والصوفيه , رأينا الكثير منهم , كلما ضاقت عليهم الدنيا , لجئوا إلى بعض الأموات من البشر , بدعائهم والاستغاثة بهم من دون الله , أخذوا بأقوال وأفعال علماء لا دليل عليها من كتاب الله وسنة رسوله ,صلى الله عليه وسلم , بل حتى العقـل السليم لا يقبلها , انما أخذوا الأمر تعصب لمذهبهم , ولو قيل لأحدهم , أعطنا دليل من القران , أن الله يحب تلك الأفعال , أو امر بها, فلن يأتي بأية واحدة صريحة , ومن أدعا أن تعليمات مذهبهم مأخوذة  من السنة النبوية , فهو مكذب اجماع علماء المسلمين ,أن السنة النبوية لا تناقض ما جاء في كتاب الله , بل توضح الآيات المجملة في كتاب الله , وتشرحها وتفصلها , مثل شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله , والصلاة والزكاة والصوم والحج , والولاية , وأي عقيدة لا يوجد لها أصل , في كتاب الله فهي باطلة .

تنبيه هام :- من لم يأخذ بكتاب الله وسنة رسوله , فهو رافض لأمر الله ونهيه الوارد بالقران الكريم , قال تعالى :- (وإذا قيل لهم أتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه أبائنا) البقرة 170, ومن  ترك قول الله ورسوله , وأخذ بأقوال البشر , الذين يطلبون من الأموات  مما لا يقدر عليه إلا ألله ,  يظنون أن الأموات يسمعون ويقدرون على استجابة طلبهم , فهذا هو الشرك الأكبر , الذي لا يغفر , شاء من فعل ذلك أو رفض , هذا هو الواقع من حال عقيدته , جعل خصائص الله التي لا يقدر عليها إلا الله , للبشر الضعيف , اسمع ما قال الله تعالى :- (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) النساء 48 , الشرك الذي حذر الله منه وجعله المانع لمغفرته ,هذا هوالظلم الأكبر, ظلم الأنسان لنفسه وظلمه بحق ربه , جعل الأفعال التي هي من خصائص الله  للبشر, يطلبها من الأموات , سبحان الله أين العقول .

تعريف الشرك :- الشرك مأخوذ من المشاركة في ملكية ما يملك الواحد .

 هنا يأتي السؤال المهم :- ما هي أملاك الله التي هي من خصائصه لا أحد يستطيع أن يشاركه فيها ؟

الجواب :- إليك بعضاً منها :-

الأولى :- هي خصائص إلاهية , وهي من صنع الله , التي صنعها بيده أو بأمره , منها أن الله هو الخالق, والرازق  , والمحيي المميت والنافع والضار والعالم للغيب والسميع والبصير , المطلق للغائب وللبعيد والقريب , ولا احد يستطيع أن يفعلها , إلا بعض الرسل , وهذه الخصائص تستجيب للرسول في حياته , بأمر من الله , تصديقاً له بما أرسل به , أما غير الرسل لا أحد يقدر ان يفعلها , قال تعالى :- ( عالم الغيب فلا يُظهر على غيبه أحداً إلا من ارتضى من رسول ) الجن 26/27 .

تنبيه :- ما يفعله بعض الناس, هي من أعمال شياطين الجن , يسترقون السمع , وينقلونه للمشعوذين , ولا يصدقون فيه دائماً .

 الثانية :- ما أمر الله به الأنس والجن , من العبادات لله وحده , قال تعالى :- ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )الذاريات 56, ومنها شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله , والصلاة والزكاة والصيام والحج , والدعاء , والاستغاثة , والذبح والنذر .

الولاية لله:-قال تعالى :-  آلا إن أوليا ء الله لا خوف  عليهم ولا هم يحزنون الذين أمنوا وكان يتقون )يونس 62, وهم الذين أمنوا , أي صدقوا الله ورسوله , وكانوا يخافون الله , ويفعلون ما أمر به في القرآن والسنة , ويجتنبون ما نهى الله عنه ورسوله .

الولاية لغير الله :- الذين يتخذون أولياء من الأموات من  دون الله , يطلبون منهم ما لا يقدر عليه إلا الله:- قال تعالى : – ( مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء , كمثل العنكبوت اتخذت بيتا وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون ) , العنكبوت 41,  هذا مثال ضربه الله لكل من اتخذ من دون الله ولياً معتمدا ًعليه يلجأ إليه بالدعاء والاستغاثة , ويحتمي بحماه , وهولا يجلب

له نفعاً ولا يدفع عنه ضراً, شبههم الله بالعنكبوت , اتخذت بيتاً دون بيوت المخلوقات الأخرى  تظن أن بيتها يحميها .

محبة آل النبي :- هم احب الناس عند أهل السنة , والصلاة والسلام عليهم , ركن من أركان الصلاة , ومن لم يفعلها فصلاته باطلة , قرن الله الصلاة والسلام عليهم مع النبي , مع  عبادة الله , في الصلاة , أي شرف لهم  بعد ذلك , سبحان الله , هذا دليل على أن الشيعة لا يقرؤون ولا يبحثون عن الحقائق بل ( اسمع و أطع ) طاعة عمياء كما قيل .

القصاص يوم القيامة :-

   هناك يأتي الحساب من الله  للقصاص بين البشر , أول ما يبدأ بالدماء , وما يحدث من القتل بدون خطيئة فعلوها , انما ذنبهم المزعوم  أن  سلفهم  القديم قبل الف عام , قتل الحسين , وهذا القتل لم يحدث من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم,  بل حتى بعض علماء الشيعة صرح بذلك , وفي ذلك الوقت لم توجد تلك الفرق , شيعة وسنة , الجميع مسلمون , وعلى سبيل الافتراض أنه حدث صحيح , لو قيل لا احد من الشيعة , ان اباك قتل رجل وسوف نقتلك بدله , ماذا يكون جوابه , حتماً سوف يقول هذا ظلم , كيف يقتلونني بذنب لم اقترفه ؟ , وحجته  صحيحة في عموم الأديان , هذه حجته والقاتل قريب منه وهو والده , فكيف يجرمون ناس بجرم أخرين  قبل الف عام , حسابهم عند الله يوم القيامة , كل يؤخذ بخطيئته و يحاسب عليها . كما قال تعالى :- ( لا ظلم اليوم ) .

  في ذلك اليوم تنكشف العلاقة البشرية فيما بينهم وبين الله , وما بين الظالم والمظلوم . قال تعالى :- (ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة) , الأنعام 94 .

سؤال : ماذا يقولون لله عند لقائه يوم القيامة؟ .

 الجواب: – جاء الخبر عنه مقدماً بالدنيا في  كتاب الله , تحذيرا وزجراً لمن فعل ذلك , قال تعالى :- (وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلّونا السّبيلا ) , الأحزاب 67 .

الدين قضية بين الله وبين البشر:-  اختبار من الله , لمن يستحق الجنة ومن يعاقب في النار , والموعد يوم القيامة , أمام الله و ملائكة غلاظ شداد ,( لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يُؤمرون ) .

سؤال وجواب , الشهود عليك من أعضائك , قال تعالى :- ( وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا ) يلومون أعضائهم وجلودهم حين شهدوا عليهم , فعند ذلك أجابتهم أعضائهم , ( أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء ).

      نصيحة أخوية بعيدة عن التعصب المذهبي , ابعثها الى الجميع , أن نرجع الى كتاب الله , وسنة رسوله , صلى الله عليه وسلم , وما فيها من الوعد والوعيد , مادمنا في زمن المهلة والمراجعة , ولا تأخذنا العزة بالآثم , نترك الحق بسبب خجلنا وخوفنا من الأقارب والعشيرة , على حساب هلاك أنفسنا .

 ربي أرني الحق حقاً, وارزقني أتباعه , وارني الباطل باطلاً , وارزقني اجتنابه , ربي أعنّي على ذكرك وشكرك , وحسن عبادتك .

والحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على سيد المرسلين , وأله وسلم ..

كاتبه راجي عفو ربه

محمد مناور الحنيني